تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٧ - الصفحة ٦٢
الملك عماد الدين صاحب الموصل، ويعرف أبوه بالحاجب قسيم التركي، وقد تقدم ذكره.
وزنكي فوض إليه السلطان محمود بن محمد بن ملكشاه السلجوقي ولاية بغداد وشرطتها في سنة إحدى عشر وخمسمائة، ثم نقله إلى الموصل، وسلم إليه ولده فروخ شاه الملقلب بالخفاجي ليربيه، ولهذا قيل له أتابك. وذلك في سنة اثنتين وعشرين.
واستولى على البلاد، وقوي أمره، وافتتح الرها في سنة تسع وثلاثين. وترقت به الحال إلى أن ملك الموصل، وحلب، وحماه، وحمص، وبعلبك، ومدائن كثيرة يطول تعدادها.
وسار بجيشه إلى دمشق وحاصرها، ثم استقر الحال على أن خطب له بدمشق. واسترجع عدة حصون من الفرنج، مثل كفرطاب وافتتح الرها.
وكان بطلا، شجاعا، صارما. وقد نازل قلعة جعبر، وصاحبها يومئذ علي بن مالك، فحاصرها، وأشرف على أخذها، فأصبح يوم الأربعاء خامس ربيع الآخر مقتولا. قتله خادمه غيلة وهو) نائم، ودفن بصفين عند الرقة. وسار
(٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 ... » »»