تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٧ - الصفحة ٣٤٧
وأوقد تحته، وجعل يسوطه بيده، فصار حلاوة ما رأينا مثلها، لا قراضية ولا صابونية.
قال: وسمعت عبد الله بن عبد الجيار البدوي بديرة بظاهرة القدس: حلثني عيسى المصري، قال: جاء أبو الحسين إلى حلب، فقال له رجل: تنزل عندي.
قال: على شرط أنزل أين أردت.
فقال: نعم.
فجاء فنزل في الحش.
حدثني الحاج نجم بن سعد بدجانية قال: حدثني الشيخ أحمد بن مسعود اليماني قال: جاء أبو الحسين إلى أبي وأنا صبي، فقال: يا شيخ قل للجماعة يعطوني جردي من العنب. فجاء ذا بسل عنب، وذا بسل، حتى صار منه شيء كثير، فقال لي: تعال اعصره. قال: فبقيت أطأه حتى ينعصر، وجعله في قدر، وغلى عليه، فصار دبسا، وجاء إلى خرق في الأرض، وصبه فيه،) ويقول: امض إلى أخي الفلاني في البلد الفلاني، ويسمي أصدقاءه حتى فرغ منه.
وحدثني خالي الزاهد أبو عمر، قال: كان أبو الحسين يأتي إلى عندنا، وكان يقطع البطيخ ويطبخه، واستعار مني سكينا يقطع بها البطيخ فجرحته فقال: ما سكينك إلا حمقاء.
ومشى هو وسالم أبو أحمد وعمي إلى صرخد، ومعه رجل مصري، فحمله إلى رأسه جرة صغيرة فيها ماء بطيخ مطبوخ، وفي يده شربة أيضا. فلما وصلوا إلى الغور انكسرت الشربة، وبقيت تلك على رأسه، فانعفر رأسه منها. فلما وصلوا إلى حوران قال: هات حتى نزرع البطيخ. فقلبها في الأرض.
سمعت خالي أبا عمر: حدثني خالي إسماعيل قال: جاء أبو الحسين إلى عندي مرة، فقال: اطبخوا لي طبيخا. فطبخنا، فأخذه ومضى إلى الجبل، وجاء إلى زردة فصبه فيها.
قال الضياء: والحكايات عنه في طبخه لماء البطيخ مشهورة.
(٣٤٧)
مفاتيح البحث: أحمد بن مسعود (1)، الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 342 343 344 345 346 347 348 349 350 351 352 ... » »»