تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٧ - الصفحة ٣١
4 (تحالف الفرنج وعسكر دمشق)) ثم ترحل بهم إلى ناحية الأعوج لقرب الفرنج، ثم تحول إلى عين الجر بالبقاع، فاجتمعت الفرنج مع عسكر دمشق، وقصدوا بصرى لمنازلتها، فلم يتهيأ لهم ذلك، وانكفأ عسكر الفرنج إلى أعمالهم، وراسلوا مجير الدين والرئيس المؤيد يلتمسون باقي المقاطعة المبذولة لهم على ترحيل نور الدين، وقالوا: لولا نحن ما ترحل.
4 (غزوة الأسطول المصري إلى سواحل الشام)) وورد الخبر بمجيء الأسطول المصري إلى ثغور الساحل في هيئة عظيمة وهم سبعون مركبا حربية مشحونة بالرجال، قد أنفق عليها على ما قيل ثلاثمائة ألف دينار. فقربوا من يافا، فقتلوا وأسروا، واستولوا على مراكب الفرنج، ثم قصدوا عكا، ففعلوا مثل ذلك، وقتلوا خلقا عظيما من) حجاج الفرنج، وقصدوا صيدا، وبيروت، وطرابلس، وفعلوا بهم الأفاعيل. ولولا شغل نور الدين لأعان الأصطول. وقيل إنه عرض عسكره، فبلغوا ثلاثين ألفا.
4 (مصالحة نور الدين وصاحب دمشق)) ثم عاد نحو دمشق، وأغارت جنوده على الأعمال، واستاقوا المواشي، ونزل بداريا، فنودي بخروج الجند والأحداث، فقل من خرج، ثم إنه قرب من البلد، ونزل بأرض القطيعة، ووقعت المناوشة. فجاء الخبر إلى نور الدين بتسلم نائبه الأمير حسن تل باشر بالأمان، ففرح، وضربت في عسكره الكوسات والبوقات بالبشارة. وتوقف عن قتال الدمشقيين ديانة وتحرجا.
وترددت الرسل في الصلح على اقتراحات تردد فيها الفقيه برهان الدين البلخي، وأسد الدين شيركوه، وأخوه، ثم وقعت الأيمان من الجهتين، فرحل
(٣١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 ... » »»