تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٦ - الصفحة ٣٨٤
واحد، فما أردت أن أخالف السنة.
فأعجب النظام ما فعل وقال: أكتب إن شاء الله حتى يرجع شيخك إلى هراة.
وقال لي: اركب بعض الجنائب، فأبيت وقلت: شيخي في المحنة وأنا أركب الجنائب وعرض عليه مالا، فلم يقبله.
وقدم أبي بإصبهان إلى الخشبة ليصلب عليها بعد أن حبسوه مدة، فقال له الجلاد: صل ركعتين.
فقال: ليس ذا وقت صلاة، اشتغل بما أمرت، فإني سمعت شيخي يقول: إذا علقت الشعير على الدابة في أسفل العقبة لا توصلك في الحال إلى أعلاها.
الصلاة نافعة في الرخاء، لا في حالة اليأس.
ووصل مسرع من السلطان ومعه الخاتم بتسريحه، فترك.) وكانت الخاتون امرأة السلطان معينة في حقه.
قال: فكلما أطلق رجع في الحال إلى التظلم والتشنيع.
سمعت أبا الفتوح عبد الخالق بن زياد يقول: أمر بعض الأمراء أن يضرب عطاء الفقاعي في محنة الشهيد عبد القادر ابن شيخ الإسلام مائة سوط.
فبطح على وجهه، وكان يضرب إلى أن ضربوا ستين، فشكوا كم كان خمسين أو ستين، فقال عطاء: وهو مكبوب على وجهه: خذوا بالأقل احتياطا.
وحبس بعد الضرب مع جماعة من النساء، وكان في الموضع أترسة، فقام بجهد من الضرب، وأقام الأترسة بينه وبين النساء وقال: نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخلوة مع غير محرم.
قال محمد بن عطاء: توفي أبي تقديرا سنة خمس وثلاثين.
(٣٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 379 380 381 382 383 384 385 386 387 388 389 ... » »»