تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٤٤٤
وأجاز له أبو العباس العذري.
قال ابن بشكوال: وكان فقيها عاملما، حافظا للفقه، مقدما فيه عل جميع أهل عصره، عارفا بالفتوى على مذهب مالك وأصحابه، بصيرا بأقوالهم، نافذا في علم الفرائض ولأصول، من أهل الرئاسة في العلم والبراعة في الفهم، مع الدين والفضل والوقار والحلم، والسمت الحسن والهدي الصالح.
ومن تصانيفه: كتاب لمقدسات لأوائل كتب المدونة، وكتاب البيان والتحصيل لما في المستخرجة من التوجيه والتعليل، واختصار المبسوطة، واختصار مشكل الآثار للطحاوي، إلى غير ذلك.
سمعنا عليه بعضها، وأجاز لنا سائرها. وسار في القضاء بأحسن سيرة وأقوم طريقة، ثم استعفى منه فأعفى. ونشر كتبه وتواليفه، وكان الناس يعولون عليه ويلجؤون إليه.
وكان حسن الخلق، سهل اللقاء، كثير النفع لخاصته، وجميل العشرة لهم، حافظا لعهدهم، بارا بهم.) توفي في حادي عشر ذي القعدة.
وصلى عليه ابنه أبو القاسم، وعاش سبعين سنة.
قلت: روى عنه: أبو الوليد ابن الدباغ فقال: كان أفقه أهل الأندلس في وقته، وقد صنف شرحا للعتيبة، وبلغ فيه الغاية.
قلت: وهو جد ابن رشد الفيلسوف.
(٤٤٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 439 440 441 442 443 444 445 446 447 448 449 ... » »»