تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٥ - الصفحة ٣٥٦
عندي يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول: المرقي من الدبيب ومن العين ومن الجن.
فقال: إيش هذا قلت: هذا معزم يعرف أسماء الله، ويفعل ما تسمع.
فقال: اطلبه. فقمت وأدخلته، فإذا بالجني قد صار ثعبانا في السقف، فضرب المعزم المندل وعزم، فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل. فقام ليأخذ ويدعه في الزنبيل، فمنعته، فقال: أتمنعني من صيدي فأعطيته دينارا وأخرجته. فانتفض الثعبان، وخرج الجني وقد ضعف واصفر وذاب، فقلت: ما لك) قال: قتلني هذا الرجل بهذه الأسامي، وما أظنني ألفح، فاجعل بالك الليلة، متى سمعت من البئر صراخا فانهزم.
قال: فسمعت تلك الليلة النعي، فانهزمت.
قال ابن عقيل: وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار.
ولابن عقيل في الفنون، قال: الأصح لاعتقاد العوام ظواهر الآي، لأنهم ما يثبتون بالإثبات.
فمتى محونا ذلك من قلوبهم زالت الحشمة. فتهافتهم في التشبيه أحب إلي من إغراقهم في التنزيه. لأن التشبيه يغمسهم في الأثبات، فيخافون ويرجعون والتنزيه يرمي بهم إلى التقى، ولا طمع ولا مخافة في التقى. ومن تدبر الشريعة رآها غامسة للمكلفين في التشبيه بالألفاظ التي لا يعطي ظاهرها سواه، لقول الأعرابي: أو يضحك ربنا قال: نعم. فلم يكفهر لقوله، بل تركه وما وقع له.
4 (حرف الكاف)) كتائب بن علي بن حمزة بن الخضر.
السلمي الدمشقي الجابي، أبو البركات ابن المقصص الحنبلي.
سمع: أبا بكر الخطيب، وعبد العزيز الكتاني.
(٣٥٦)
مفاتيح البحث: عبد العزيز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 351 352 353 354 355 356 357 358 359 360 361 ... » »»