تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ٢٣
وكان على ميمنة بركياروق كوهرائين، والأمير صدقة، وعلى مسيرته كبر بوقا صاحب الموصل، فهزم كوهرائين ميسرة محمد، وهزم أمير آخر بميسرة محمد ميمنة بركياروق، فعاد كوهرائين فكبا به الفرس، فأتاه فارس فقتله، وانهزمت عساكر بركياروق وذل، وبقي في خمسين فارسا.
وأسر وزيره الجديد الأعز أبو المحاسن، فبالغ مؤيد الملك وزير محمد في احترامه، وكفله عمادة بغداد، وإعادة الخطبة لمحمد، فساق إلى بغداد، وخطب لمحمد ثاني مرة في نصف رجب.
ترجمة سعد الدولة كوهرائين وكان سعد الدولة كوهرائين خادما كبيرا محتشما، ولي بغداد وخدم ملوكها، ورأى ما لم يره أمير من نفوذه الكلمة والعز. وكان حليما كريما حسن السيرة. كان خادما تركيا للملك أبي) كليجار ابن سلطان الدولة ابن بهاء الدولة ابن عضد الدولة بن بوية. وبعث به أبوه مع ابنه أبي نصر إلى بغداد، فحبسه مع مولاه. ثم خدم السلطان ألب أرسلان. وفداه بنفسه. وثب عليه يوسف الخوارزمي، وكان صاحب صلاة، وتهجد، وصيام، ومعروف، رحمه الله.
مسير بركياروق إلى نيسابور وغيرها.
وأما السلطان بركياروق فسار بعد الوقعة إلى إسفرائين، ثم دخل نيسابور وضيق على رؤسائها. وعمل مصافا مع أخيه سنجر، فانهزمت الفتيان، وسار بركياروق إلى جرجان، ثم دخل البرية مع عسكر يسير، وطلب إصبهان،
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»