تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٤ - الصفحة ١٣٥
أبو الفضل البلاشاني الوزير، واسمه أسعد بن موسى. وزر للسلطان بركياروق. من أولاد الكتاب، فيه دين خير وقلة ظلم وعدم سفك للدماء. عاش إحدى وخمسين سنة. تقدم في الدولة الملكشاهية، وعظم محله، وصار يعتض بالباطنية في مقاصده، فقيل أنه وضع باطنيا على قتل الأمير برسق سنة تسعين، واتهمه أولاده بذلك، ونفرت الأمراء منه، واختلفوا على بركياروق، وصعدوا فوق تل، وهم طغرل، وأمير آخر، وبنوا برسق، وراسلوا السلطان في أن يسلمه إليهم فمنعهم سنة ثم أضطر إلى أن يسلمه إليهم واستوثق منهم بالإيمان، على أن يحبسوه لأنه كان عزيزا عليه، فلما توثق منهم وبعثه إليهم لم يدعه غلمانهم أن يصل إليهم حتى قتلوه، سامحه الله. و كان شيعيا قد أعد كفنه فيه تربة وسعفة، فلما أحضر بين يديه تفكر وقال: ما أصنع بهذا ومن يحفظه، والله ما أبقى إلا لقا وطريحا. فأنطقه الله. بما يصير وأحس قلبه. وكان له ورد بالليل يقومه، ولا يتعاطى مسكرا، ومولاته دارة على العلويين. قتلوه في ثاني عشر رمضان بطرف خراسان.
محمد بن الفرج بن منصور بن إبراهيم: أبوالغنائم الفارقي الفقيه. قد بغداد مع أبيه سنة نيف وأربعين. فسمع من: عبد العزيز الأزجي، وأبي إسحاق البرمكي
(١٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 130 131 132 133 134 135 136 137 138 139 140 ... » »»