تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٣ - الصفحة ٢٨٢
وكان ظاهري المذهب، ويسر ذلك بعض الشيء.
قال ابن طرخان: سمعته يقول: كنت أحمل للسماع على الكتف سنة خمس وعشرين وأربعمائة، وأول ما سمعت من الفقيه أبي القاسم أصبغ بن راشد. وكنت أفهم ما يقرأ عليه. وكان ممن تفقه على أبي محمد بن أبي زيد. وأصل أبي من قرطبة، من محلة يقال لها الرصافة، وسكن جزيرة ميورقة، وبها ولدت.) قال يحيى بن البنا: كان الحميدي من حرصه واجتهاده ينسخ بالليل في الحر، فكان يجلس في إجانة ماء يتبرد به.
وقال الحسين بن محمد بن خسرو: جاء أبو بكر بن ميمون، فدق على الحميدي، وظن أنه قد أذن له فدخل، فوجده مكشوف الفخذ، فبكى الحميدي وقال: والله لقد نظرت إلى موضع لم ينظره أحد منذ عقلت.
وقال ابن ماكولا: لم أر مثل صديقنا الحميدي في نزاهته وعفته وورعه وتشاغله بالعلم. صنف تاريخا للأندلس.
وقال السلفي: سألت أبا عامر محمد بن سعدون العبدي، عن الحميدي فقال: لا يرى قط مثله، وعن مثله يسأل جمع بين الفقيه والحديث والأدب، ورأى علماء الأندلس. وكان حافظا.
قلت: لقي حفاظ العصر ابن عبد البر، وابن حزم، والخطيب، والحبال.
وقال يحيى بن إبراهيم السلماسي: قال أبي: لم تر عيناي مثل الحميدي في فضله ونبله وغزارة علمه وحرصه على نشر العلم.
(٢٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 277 278 279 280 281 282 283 284 285 286 287 ... » »»