تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٢ - الصفحة ١٥٠
عشرة وأربعمائة، فلازم القاضي أبا الطيب وصحبة، وبرع في الفقه حتى ناب عن أبي الطيب، ورتبه معيدا في حلقته.
وصار أنظر أهل زمانه.
وكان يضرب به المثل في الفصاحة.
وسمع من: أبي علي بن شاذان، وأبي الفرج محمد بن عبيد الله الخرجوشي. وأبي بكر البرقاني، وغيرهم.
وحدث ببغداد، وهمذان، ونيسابور.
روى عنه: أبو بكر الخطيب، وأبو الوليد الباجي، وأبو عبد الله الحميدي، وأبو القاسم بن السمرقندي، وأبو البدر إبراهيم بن محمد الكرخي، ويوسف بن أيوب الهمذاني، وأبو نصر أحمد بن محمد الطوسي، وأبو الحسن بن عبد السلام، وطوائف سواهم.
وقرأت بخط ابن الأنماطي أنه وجد بخط قال: أبو علي الحسن بن أحمد الكرماني الصوفي، يعني الذي غسل الشيخ أبا إسحاق، سمعته يقول: ولدت سنة تسعين وثلاثمائة، ودخلت بغداد سنة ثماني عشرة وله ثمان وعشرون سنة. ومات لم يخلف درهما، ولا عليه درهم. وكذلك كان يقضي عمره.) قال أبو سعد السمعاني: أبو إسحاق إمام الشافعية، والمدرس بالنظامية، شيخ الدهر، وإمام العصر. رحل الناس إليه من البلاد، وقصدوه من كل الجوانب، وتفرد بالعلم الوافر مع السيرة الجميلة، والطريقة المرضية. جاءته الدنيا صاغرة، فأباها واقتصر على خشونة العيش أيام حياته. صنف في الأصول، والفروع، والخلاف، والمذهب. وكان زاهدا، ورعا، متواضعا، ظريفا، كريما، جوادا، طلق الوجه، دائم البشر، مليح المجاورة.
(١٥٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 145 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 ... » »»