تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣١ - الصفحة ٢٦٠
أصول هذا العلم على حسب ما يليق بزماننا. إلى أن قال: فأما اللغة فقد درستها على أبي الفضل أحمد بن محمد بن يوسف العروضي وكان قد خنق التسعين في خدمة الأدب وروى عن أبي منصور الأزهري كتاب التهذيب وأدرك العامري وجماعة وسمع أبا العباس الأصم وله مصنفات كبار. وقد لازمته سنين. وأخذت التفسير عن الثعلبي والنحو عن أبي الحسن علي بن محمد بن إبراهيم الضرير وكان من أبرع أهل زمانه في لطائف النحو وغوامضه علقت عنه قريبا من مائة جزء في المسائل المشكلة وسمعت منه أكثر مصنفاته. وقرأت القراءات على جماعة سماهم وأثنى عليهم.
وقد قال الواحدي كلمة تدل على حسن نقيته فيما نقله أبو سعد السمعاني في كتاب التذكرة له في ذكر الواحدي.
قال: وكان حقيقا بكل احترام وإعظام لكن كان فيه بسط اللسان في الأئمة المتقدمين حتى سمعت أبا بكر أحمد بن محمد بن بشار بنيسابور مذاكرة يقول: كان علي بن أحمد الواحدي يقول: صنف أبو عبد الرحمن السلمي كتاب حقائق التفسير ولو قال إن ذاك تفسير للقرآن لكفر به.
قلت: صدق والله.
(٢٦٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 255 256 257 258 259 260 261 262 263 264 265 ... » »»