تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٤٦٢
تفسير، ولا تأويل، وهي الطائفة المنصورة، والفرقة الناجية، فهم أصحاب الحديث والآثر، والوالد تابعهم.
هم خلفاء الرسول، وورثه حكمته، بهم يلحق التالي، وإليهم يرجع الغالي. وهم الذين نبذهم أهل البدع والضلال أنهم مشبهة جهال.
فاعتقد الوالد وسلفه أن إثبات الصفات إنما هو إثبات وجود، لا إثبات تحديد وكيفية، وأنها صفات لا تشبه صفات البرية، ولا يدرك حقيقة علمها بالفكر والروية.
فالحنبلية لا يقولون في الصفات بتعطيل المعطلة، ولا بتشبيه المشبهين، ولا بتأويل المتأولين.
بل مذهبهم حق بين باطلين، وهدى بين ضلالتين. إثبات الأسماء والصفات، مع نفي التشبيه والأدوات، على أن الله ليس كمثله شيء وهو السميع البصير.
وقد قال الوالد في أخبار الصفات والمذهب في ذلك قبول هذه الأحاديث على ما جاءت به، غير عدول عنه إلى تأويل يخالف ظاهرها، مع الاعتقاد بأن الله سبحانه بخلاف كل شيء سواه.
وكل ما يقع في الخواطر من تشبيه أو تكييف، فالله يتعالى عن ذلك. والله ليس كمثله شيء، لا يوصف بصفات المخلوقين الدالة على حدثهم، ولا يجوز عليهم ما يجوز عليهم من التغيير، ليس بجسم، ولا جوهر، ولا عرض، وإنه لم يزل ولا يزال، وصفاته لا تشبه صفات المخلوقين.
قلت: لم يكن للقاضي أبي يعلى خبرة بعلل الحديث ولا برجاله، فاحتج بأحاديث كثيرة واهية في الأصول والفروع لعدم بصره بالأسانيد والرجال.
(٤٦٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 457 458 459 460 461 462 463 464 465 466 467 ... » »»