تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٤٥٧
التأويل، فخرج إلى الولد الاعتقادي القادري في ذلك يعتقده الوالد. وكان قبل ذلك قد التمس منه حمل كتاب إبطال التأويل ليتأمل، فأعيد إلى الوالد وشكر له تصنيفه.) وذكر بعض أصحاب الوالد أنه كان حاضرا في ذلك اليوم فقال: رأيت قارئ التوقيع الخارج من القائم بأمر الله قائما على قدميه، والموافق والمخالف بين يديه، ثم أخذت في تلك الصحيفة خطوط الحاضرين من العلماء على اختلاف مذاهبهم، وجعلت كالشرط المشروط. فكتب أولا القزويني: هذا قول أهل السنة، وهو اعتقادي. وكتب الوالد بعده، والقاضي أبو الطيب الطبري، وأعيان الفقهاء بين موافق ومخالف.
قال: ثم توفي ابن القزويني اثنتين وأربعين، وحضره عالم كثير، فجرت أمور فحضر الوالد سنة خمس وأربعين دار الخلافة، فجلس أبو القاسم علي بن رئيس الرؤساء، ومعه خلق من كبار الفقهاء، فقال أبو القاسم على رؤوس الأشهاد: القرآن كلام الله، وأخبار الصفات تمر كما جاءت. وأصلح بني الفريقين.
فلما توفي قاضي القضاة ابن ماكولا راسل رئيس الرؤساء الوالد ليلي القضاء بدار الخلافة والحريم، فأبى فكرر عليه السؤال، فاشترط عليهم أن لا يحضر أيام الموكب، ولا يقصد دار السلطان، ويستخلف على الحريم فأجيب.
وكان قد ترشح لقضاء الحريم أبو الطيب. ثم أضيف إلى الوالد قضاء حران وحلوان، فاستناب فيهما.
وقال تلميذه علي بن نصر العكبري:
* رفع الله راية الإسلام * حين ردت إلى الأجل الإمام *
(٤٥٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 452 453 454 455 456 457 458 459 460 461 462 ... » »»