تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٥٤
قال: وتوفي ببغداد.
وقال القاضي شمس الدين في وفيات الأعيان: من طالع كتاب الحاوي شهد له بالتبحر ومعرفة المذهب. ولي قضاء بلدان كثيرة.
وله تفسير القرآن سماه النكت، وله أدب الدنيا والدين، والأحكام السلطانية، وقوانين الوزارة وسياسة الملك، والإقناع في المذهب وهو مختصر.
وقيل إنه لم يظهر شيئا من تصانيفه في حياته، وجمعها في موضع، فلما دنت وفاته قال لمن يثق به: الكتب التي في المكان الفلاني كلها تصنيفي، وإنما لم أظهرها لأني لم أجد نية خالصة، فإذا عاينت الموت ووقعت في النزع، فاجعل يدك في يدي، فإن قبضت عليها وعصرتها، فاعلم أنه لم يقبل مني شيء منها، فاعمد إلى الكتب وألقها في دجلة. وإن بسطت يدي ولم أقبض على يدك، فاعلم أنها قبلت، وأني قد ظفرت بما كنت أرجوه من الله.
قال ذلك الشخص: فلما قارب الموت، وضعت في يده يدي، فبسطها ولم يقبض على يدي، فعلمت أنها علامة القبول، فأظهرت كتبه بعده.
قلت: آخر من روى عنه أبو العز بن كادش.
(٢٥٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 249 250 251 252 253 254 255 256 257 258 259 ... » »»