تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٢١١
* أحرزها الولدان خوفا * والقبر حرز لها حريز * * يجوز أن تبطىء المنايا * والخلد في الدهر لا يجوز * ثم تأوه مرات وتلا: إن في ذلك لآية لمن خاف عذاب الآخرة ذلك يوم مجموع له الناس وذلك يوم مشهود وما نؤخره إلا لأجل معدود يوم يأتي لا تكلم نفس إلى بإذنه فمنهم شقي وسعيد.
ثم صاح وبكى. بكاء شديدا، وطرح وجهه على الأرض زمانا، ثم رفع رأسه، ومسح وجهه وقال: سبحان من تكلم بهذا في القدم، سبحان من هذا كلامه.
فصبرت ساعة، ثم سلمت عليه، فرد وقال: متى أتيت فقلت: الساعة. ثم قلت: يا سيدي، أرى في وجهك أثر غيظ.
فقال: لا يا أبا الفتح، بل أنشدت شيئا في كلام المخلوق، وتلوت شيئا من كلام الخالق، فلحقني ما ترى.
فتحققت صحة دينه، وقوة يقينه.
وبالإسناد إلى السلفي: سمعت أبا بكر التبريزي اللغوي يقول: أفضل من رأيته ممن قرأت عليه أبو العلاء. وسمعت أبا المكارم بأبهر، وكان من أفراد الزمان، ثقة مالكي المذهب، قال: لما توفي أبو العلاء اجتمع على قبره ثمانون
(٢١١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 206 207 208 209 210 211 212 213 214 215 216 ... » »»