تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ٢٠٢
قال: الأمير أطال الله بقاءه كالسيف القاطع، لأن مسه، وخشن حده وكالنهار الماتع، قاظ وسطه، وطاب برده. خد العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين.
فقال له صالح: قد وهبتها لك.
ثم قال له: أنشدنا شيئا من شعرك لنرويه.
فأنشده بديها أبياتا فيه، فترحل صالح.
وذكر أن أبا العلاء كان له مغارة ينزل إليها ويأكل فيها، ويقول: الأعمى عورة والواجب استتاره في كل أحواله. فنزل مرة وأكل دبسا، فنقط على صدره منه ولم يشعر، فلما جلس للإقراء قال له بعض الطلبة: يا سيدي أكلت دبسا فأسرع بيده إلى صدره يمسحه، وقال: نعم، لعن الله النهم. فاستحسنوا سرعة فهمه.
وكان يعتذر إلى من يرحل إليه من الطلبة، فإنه كان ليس له سعة، وأهل اليسار بالمعرة يعرفون بالبخل. وكان يتأوه من ذلك.
وذكر الباخرزي أبا العلاء فقال: ضرير ما له في الأدب ضريب ومكفوف في قميص الفضل ملفوف، ومحجوب خصمه الألد محجوب. قد طال في ظل الإسلام إناؤه ولكن إنما رشح بالإلحاد إناؤه. وعندنا خبر بصره،
(٢٠٢)
مفاتيح البحث: الوسعة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»