تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٣٠ - الصفحة ١٤٦
كان يملي في جامع المنصور مدة عن: أبي بكر القطيعي، والوراق، وأبي بكر بن شاذان.
قال الخطيب: حضرته يوما وطالبته بأصول، فدفع إلي عند ابن شاذان وغيره أصولا صحيحة.
فقلت: أرني أصلك عن القطيعي.
فقال: أنا لا يشك في سماعي منه. سمعني خالي هبة الله المفسر منه المسند كله.
فقلت: لا تروين ههنا شيئا إلا بعد أن تحضر أصولك وتوقف عليها أصحاب الحديث. فانقطع ومضى إلى مسجد براثا فاملى فيه. وكانت الرافضة تجتمع هناك، فقال لهم: منعتني النواصب أن أروي في جامع المنصور فضائل أهل البيت.
ثم جلس في مسجد الشرقية، واجتمعت إليه الرافضة، ولهم إذ ذاك قوة وكلمتهم ظاهرة، فاملى عليهم العجائب من الموضوعات في الطعن على السلف.
وقال لي: يحيى بن حسين العلوي: أخرج إلي ابن القادسي أجزاء كثيرة من القطيعي، فلم أر في شيء منها له سماعا صحيحا إلى في جزء واحد. وكانت أجزاء عتقا قد غير أوائلها وكتبه بخطه، وأثبت فيها سماعه.
وقال أبي النرسي: كان ابن القادسي يسمع لنفسه، وكان له سماع صحيح، منه حديث الكديمي، وجزء من حديث القعنبي، وأجزاء من مسند أحمد. سمعنا منه.
(١٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 141 142 143 144 145 146 147 148 149 150 151 ... » »»