تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٩ - الصفحة ٣٨٨
توفي لعشر بقين من المحرم.
وقال ابن خزرج: مولده في صفر سنة ست وخمسين وثلاثمائة. وكان أجل الفقهاء عندنا دراية ورواية، بصيرا بالقعود وعللها. صنف فيها كتابا حسنا، وكتابا مستوعبا في سجلات القضاة إلى ما جمع من أقوال الشيوخ المتأخرين، مع ما كان عليه من الطريقة المثلى من الوقار والتعاون النزاهة.
4 (محمد بن إسماعيل بن عباد بن قريش.)) القاضي أبو القاسم اللخمي الإشبيلي، من ذرية النعمان بن المنذر ملك الحيرة، وأصله من بلد العريش، البلد التي كانت أول رمل مصر، فدخل أبو الوليد إسماعيل بن عباد الأندلس، ونشأ له أبو القاسم، فاعتنى بالعلم وبرع في الفقه، وتنقلت به الأحوال إلى أن ولي قضاء إشبيلية في أيام بني حمود الإدريسي، فأحسن السياسة مع الرعية والملاطفة لهم، فرمقته العيون. وكان المعتلي يحيى بن علي الإدريسي صاحب قرطبة مذموم السيرة فسار إلى إشبيلية وحاصرها، فلما نازلها اجتمع الأعيان إلى القاضي أبو القاسم هذا وقالوا له: ترى ما نزل بنا، فقم بنا واخرج إلى هذا الظالم ونملكك.
(٣٨٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 383 384 385 386 387 388 389 390 391 392 393 ... » »»