تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٩ - الصفحة ٢٦
ثم زادت العملات والكبسات، ووقع القتال في القلايين وفي القنطرتين، وأحرقت أماكن وأسواق ومساجد، ونهب درب عون وقلعت أبوابه، ودرب القراطيس، وغير ذلك.
4 (إخراج السلطان ورجمه)) ثم ثارت الجند ووقعوا في السلطان، وأنهم ضائعون. واجتمعوا وراسلوه إن ينتقل إلى واسط أو البصرة. واعتقلوه وأنزلوه سميرية وابتلت ثيابه وأهين. ثم رجموه وأخرجوه ومشوا به ثم أعطاه بعض الأتراك فرسه فركبها. وواجهوه بالشتم، ثم أنزلوه فوقف على العتبة طويلا، ثم أدخل المسجد.
ثم تآمروا على نقله إلى دار المهلبية. وخرج القائد أبو الوفاء ومعه عشرون غلاما وحاشية الدار والعوام ومن تاب من العيارين وهجموا على الأتراك فتفرقوا، وأخذوه من أيديهم وأعادوه إلى داره. وكان ذلك في رمضان.
ثم عبر في آخر الليل إلى الكرخ فتلقاه أهلها بالدعاء، فنزل في الدار التي للشريف المرتضى.
4 (مكاتبة الأتراك للملك جلال الدولة)) ثم اجتمع الأتراك وعزموا على عقد الجسر والعبور إلى الكرخ ليأخذوا الملك. ثم وقع بينهم الخلف وقالوا: ما بقي من بني بويه إلا هذا. وابن أخيه أبو كاليجار قد أسلم الأمر إليه ومضى إلى فارس.
ثم كتبوا إليه رقعة: نحن عبيدك وقد ملكناك أمورنا من الآن، وقد تعدينا عليك، ولكن نكلمك في مصالحنا، فتعتذر إلينا ولا نجد لذلك أثرا، ولك
(٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 ... » »»