تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٦٤
قال الحافظ ابن عساكر: فسمعت ابن الأكفاني يحكي عن بعض مشايخه الذين أدركوا ذلك أن أبا الحسن بن داود كان إمام داريا، فمات إمام الجامع، فخرج أهل دمشق إلى داريا ليأتوا به ليصلي بدمشق. فلبس أهل داريا السلاح وقالوا: لا، لا نمكنكم من أخذ إمامنا.
فقال أبو محمد بن أبي نمير: يا أهل داريا، أما ترضون أن يسمع في البلاد أن أهل دمشق احتاجوا إليكم في إمام فقالوا: قد رضينا. فقدمت له بغلة القاضي، فأبى وركب حماره، ودخل معهم وسكن في المنارة الشرقية. وكان يقريء بشرقي الرواق الأوسط. ولا يأخذ على الصلاة أجرا، ولا يقبل ممن يقرأ عليه برا. ويقتات من غلة أرض له، بداريا. يحمل ما يكفيه من الحنطة كل جمعة، ويخرج بنفسه إلى طاحونة لمسكين خارج باب السلامة فيطحنه ثم يعجنه وبخبزه. وقال: الكتاني: توفي ابن داود في جمادى الأولى وكان ثقة انتهت إليه، الرئاسة في قراءة الشاميين. حضرت جنازته، ومضى على سداد. وكان يذهب إلى مذهب أبي الحسن الأشعري، قاله الكتاني.
علي بن محمد بن أحمد بن إدريس: أبو الحسن الرملي الأنماطي. روى عن: خيثمة بن سليمان، وأبي الميمون بن راشد، وأبي الحسن بن حذلم، وجماعة. روى عن: رشأ بن نظيف، وأبو علي الأهوازي، وأبو القاسم بن الفرات. وتوفي في ربيع الآخر سنة اثنتين وأربعمائة.
(٦٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 ... » »»