تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٠٧
قاعدا في بيت كتبه، وعلى وجه الكتب مجلدة صغيرة مربعة فيها أشعار الحسين بن منصور، فهاتها ولا تقل له شيئا.
قال: فدخلت عليه، فإذا هو في بيت كتبه، والمجلدة بحيث ذكر أبو علي. فلما قعدت أخذ في الحديث، وقال: كان بعض الناس ينكر على واحد من العلماء حركته في السماع، فرؤي ذلك الإنسان يوما خاليا في بيت وهو يدور كالمتوحد، فسئل عن حاله فقال: كانت مسألة مشكلة علي فتبين لي أمرها، فلم أتمالك من السرور حتى قمت أدور. فقل له: مثل هذا يكون حالهم.
فلما رأيت ذلك منهما تحيرت كيف أفعل بينهما، فقلت: لا وجه إلا الصدق، فقلت: إن أبا علي وصف هذه المجلدة وقال: احملها إلي من غير أن تعلم الشيخ، وأنا أخافك، وليس يمكنني مخالففته، فأيش تأمر فأخرج أجزاء من كلام الحسين بن منصور، وفيها تصنيف له سماه الصيهور في نقض الدهور، وقال: احمل هذه إليه.
قال الخطيب: توفي السلمي في شعبان. قلت: كان وافر الجلالة، له أملاك ورثها من أمه،) وورثتها هي من أبيها. وتصانيفه يقال إنها ألف جزء. وله كتاب سماه حقائق التفسير ليته لم يصنفه، فإنه تحريف وقرطمة، فدونك الكتاب فسترى العجب.
ورويت عنه تصانيفه وهو حي. وقع لي من عالي حديثه.
محمد بن عبد الله بن أحمد. أبو الفرج الدمشقي العابد المعروف بابن المعلم الذي بنى كهف جبريل بجبل قاسيون.
حكى عن: أبي يعقوب الأذرعي، وعلي بن الحسن بن طعان.
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»