تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ٣٠٥
وكان ذا عناية تامة بأخبار الصوفية، صنف لهم سننا وتفسيرا وتاريخا وغير ذلك.
قال الحافظ عبد الغافر في تاريخه: أبو عبد الرحمن شيخ الطريقة في وقته، الموفق في جميع علوم الحقائق ومعرفة طريق التصوف، وصاحب التصانيف المشهورة العجيبة في علوم القوم.
وقد ورث التصوف عن أبيه، وجده. وجمع من الكتب مالم يسبق إلى ترتيبه، حتى بلغ فهرست تصانيفه المائة أو أكثر.
وحدث أكثر من أربعين سنة إملاء وقراءة. وكتب الحديث بنيسابور، ومرو، والعراق، والحجاز. وانتخب عليه الحفاظ الكبار. سمع من: أبيه، وجده أبي عمرو، والأصم، وأبي عبد الله الصفار، ومحمد بن يعقوب الحافظ، وأبي جعفر الرازي، وأبي الحسن الكارزي، والإمام أبي بكر الصبغي، والأستاذ أبي الوليد، وابني المؤمل، ويحيى بن منصور القاضي، وأبي بكر القطيعي. وولد في رمضان سنة ثلاثين وثلاثمائة.
قلت: وروى عنه الحاكم في تاريخه، وقال: قل ما رأيت من أصحاب المعاملات مثل أبيه، وأما هو فإنه صنف في علوم التصوف. وسمع الأصم، وأقرانه.
وقيل: ولد سنة خمس وعشرين وثلاثمائة، وكتب بخطه عن الصبغي سنة ثلاث وثلاثين وثلاثمائة. قلت: وروى عنه أيضا أبو القاسم القشيري، وأبو بكر البيهقي، وأبو سعيد بن رامش، وأبو بكر محمد بن يحيى المزكي، وأبو صالح المؤذن، ومحمد بن سعيد التفليسي، وأبو بكر بن خلف، وعلي بن أحمد المديني المؤذن، والقاسم بن الفضل الثقفي، وخلق سواهم.
قال أبو القاسم القشيري: سمعت أبا عبد الرحمن السلمي سأل أبا علي الدقاق: الذكر أتم أم الفكر؟
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»