4 (احداث سنة أربع عشرة وأربعمائة:)) مسير السلطان مشرف الدولة إلى بغداد: سار السلطان مشرف مصعدا إلى بغداد من ناحية واسط، وروسل القادر بالله في البروز لتلقيه، فتلقاه من الزلاقة. ولم يكن تلقى أحدا من الملوك قبله. فركب في الطيار، وعن جانبه الأيمن الأمير أبو جعفر، وعن يساره الأمير أبو القاسم، وبين يديه أبو الحسن علي بن عبد العزيز، وحوالي القبة الشريف أبو القاسم المرتضى، وأبو الحسن الزينبي، وقاضي القضاة ابن أبي الشوارب، وفي الزبازب المسودة من العباسيين، والقضاة، والقراء، والعلماء.
ونزل مشرف الدولة في زبزبه بخواصه، وصعد إلى الطيار، فقبل الأرض وأجلس على كرسي، وسأله الخليفة عن خبره وكيف حاله، والعسكر واقف بأسره على شاطيء دجلة، والعامة في الجانبين. ثم قام مشرف الدولة فنزل إلى زبزبه. وأصعد الطيار.
توغل يمين الدولة في بلاد الهند: وفيها ورد كتاب يمين الدولة محمود بن سبكتكين إلى القادر يذكر أنه أوغل في بلاد الهند حتى جاء إلى القلعة فيها ستمائة صنم.
وقال: أتيت قلعة ليس لها في الدنيا نظير، وما الظن بقلعة تسع خمسمائة فيل، وعشرين ألف دابة، وتقوم لهؤلاء بالعلوفة. وأعان الله حتى طلبوا الأمان، فأنت ملكهم وأقررته على ولايته بخراج