5 (بسم الله الرحمن الرحيم.)) 5 (الطبقة الثانية والأربعون حوادث)) ((الأحداث من سنة إلى)) 4 (احداث سنة إحدى عشر وأربعمائة:)) فقد الحاكم بأمر الله: في شوال فقد الحاكم صاحب مصر، وكان يواصل الركوب وتتصدى له العامة فيقف عليهم ويسمع منهم. وكان الخلق في ضنك من العيش معه. وكانوا يدسون إليه الرقاع المختومة بالدعاء عليه والسب له ولأسلافه، حتى أنهم عملوا تمثال امرأة من كاغد بخف وإزار ثم نصبوها له. وفي يديها قصة. فأمر بأخذها من يدها، ففتحها فرأى فيها العظائم، فقال: أنظروا من هذه. فإذا هي تمثال مصنوع. فتقدم بطلب الأمراء والعرفاء فحضروا، فأمرهم بالمصير إلى مصر وضربها بالنار ونهبها وقتل أهلها. فتوجهوا لذلك فقاتل المصريون عن أنفسهم بحسب ما أمكنهم. ولحق النهب والحريق الأطراف والنواحي التي لم يكن لأهلها قوة على امتناع ولا قدرة على الدفاع.
واستمرت الحرب بين العبيد والرعية ثلاثة أيام، وهو يركب ويشاهد النار، ويسمع الصياح.
فيسأل عن ذلك، فيقال له العبيد يحرقون مصر. فيتوجع ويقول: من أمرهم بهذا؟ لعنهم الله.