تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٨ - الصفحة ١٩٠
وقال عبد الغني: لما رددت على أبي عبد الله الحاكم الأوهام التي في مدخل الصحيح بعث إلي يشكرني ويدعو لي، فعلمت أنه رجل عاقل. وقال البرقاني: ما رأيت بعد الدارقطني أحفظ من عبد الغني. وقال الصوري: قال لي عبد الغني: ابتدأت بعمل كتاب المؤتلف والمختلف، فقدم علينا الدارقطني، فأخذت عنه أشياء كثيرة منه. فلما فرغت من تصنيفه سألني أن أقرأه عليه ليسمعه مني. فقلت: عنك أخذت أكثر. قال: لا تقل هكذا. فإنك أخذته عني مفرقا، وقد أردته فيه مجموعا، وفيه أشياء كثيرة أخذتها عن شيوخك. فقرأ عليه.
وذكره أبو الوليد الباجي فقال: حافظ متقن. وقال الحبال، وغيره: توفي في سابع صفر سنة تسع. وقيل: كانت له جنازة عظيمة تحدث بها الناس، ونودي على جنازته: هذه جنازة نافي الكذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال أبو الوليد الباجي: قلت لأبي ذر الهروي: أخذت عن عبد الغني فقال: لا إن شاء الله. على معنى التأكيد. وذلك أنه له اتصال ببني عبيد، يعني خلفاء مصر. قلت: وكان عبد الغني أعلم الناس بالأنساب في زمانه، مع معرفته بفنون الحديث وحذقه به.
عبد الواحد بن محمد بن عمرو بن حميد بن معيوف. أبو المقدام الهمداني الدمشقي، قاضي عين ثرما.
(١٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 195 ... » »»