تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٦ - الصفحة ٣٥٩
وكان يستجلب المصنفات من الأقاليم والنواحي، باذلا فيها ما أمكن من الأموال، حتى ضاقت عنها خزائنه، وكان ذا غرام بها، قد آثر ذلك على لذات الملوك، فاستوسع علمه، ودق نظره، وجمت استفادته. وكان في المعرفة بالرجال والأنساب والأخبار أحوذيا نسيج وحده.
وكان أخوه عبد الله المعروف بالولد على هذا النمط من محبة العلم، فقتل في أيام أبيه.
وكان الحكم ثقة فيما ينقله.
قال ابن الأبار: هذا أضعافه فيه. وقال: عجبا لابن الفرضي، وابن بشكوال كيف لم يذكراه.
كنيته أبو العاص. وولي الأمر في سنة خمسين وثلاثمائة بعد والده، وقل ما نجد له كتابا من خزانته إلا وله فيه قراءة أو نظر في أبو نعيم الحافظ في أي فن كان، ويكتب فيه نسب المؤلف ومولده ووفاته، ويأتي من ذلك بغرائب لا تكاد توجد إلا عنده لعنايته بهذا الشأن.
توفي بقصر قرطبة في ثاني صفر، رحمه الله.
وقد شدد في إبطال الخمور في مملكته تشديدا مفرطا، ومات بالفالج، وولي الأمر بعده ابنه المؤيد بالله هشام، وسنه يومئذ تسع سنين، وقام بتدبر المملكة الحاجب أبو عامر محمد بن عبد الله بن أبي عامر العامري القحطاني الملقب بالمنصور، فكان هو الكل.
عبد الله بن غانم، أبو محمد الطويل النيسابوري الصيدلاني.) سمع أبا عبد الله الوشنجي، وأبا بكر الجارودي.
قال الحاكم: عاش مئة وسنتين.
(٣٥٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 354 355 356 357 358 359 360 361 362 363 364 ... » »»