للرسول: إن توقف عيك في رده فزد ما رأيت، وقد رضيت أن آخذه وأذهب إلى أقصى الأرض، فرده عضد الدولة عليه.
وحج بالناس من العراق أبو عبد الله أحمد بن أبي الحسين العلوي.
وحجت جميلة بنت ناصر الدولة ابن حمدان ومعها أخواها إبراهيم وهبة الله، فضرب بحجتها المثل، فإنها استصحبت أربعمائة جمل، وكان معها عدة محامل لم يعلم في أيها كانت، وكست المجاورين، ونثرت على الكعبة لما رأتها عشر آلاف دينار، وسقت جميع أهل الموسم السويق بالسكر والثلج. كذا قال أبو منصور الثعالبي، فمن أين لها ثلج وقتل أخوها هبة الله في الطريق، وأعتقت ثلاثمائة عبد ومائتي جارية، وأغنت المجاورين بالأموال.
قال أبو منصور الثعالبي: خلعت على طبقات خمسين ألف ثوب، وكان معها أربعمائة عمادية لا يدري في أيها كانت، ثم ضرب الدهر ضرباته، واستولى عضد الدولة على أموالها وحصونها وممالك أهل بيتها، وأفضت بها الحال إلى كل قلة وذلة، وتكشفت عن فقر مدقع.
وقد كان عضد الدولة خطبها، فامتنعت ترفعا عليه، فحقد عليها، وما