جزء من حديث الجعابي، فحفظت منه خمسة أحاديث، فأجابني فيها، ثم قال: من أين لك هذا قلت: من جزء لك. قال: إن شئت ألق علي المتن وأجيبك في الإسناد أو ألق علي الإسناد وأجيبك في المتن.
وقال أبو الحسن بن رزقويه، مما سمعه من الخطيب: كان ابن الجعابي يملي مجلسه وتمتليء) السكة التي يملي فيها والطريق، ويحضره ابن المظفر والدارقطني ويملي الأحاديث بطرقها من حفظه.
قال أبو علي النيسابوري: قلت لابن الجعابي: قد وصلت إلى الدينور فهلا جئت نيسابور قال: هممت به ثم قلت: أذهب إلى عجم لا يفهمون عني ولا أفهم عنهم.
وقال الحاكم: قلت للدارقطني: يبلغني عن الجعابي أنه تغير عما عهدناه، فقال: وأي تغير قلت بالله: هل اتهمته قال: أي والله، ثم ذكر أشياء، فقلت: وصح لك أنه خلط في الحديث قال: أي والله. قلت: حتى خفت أنه ترك المذهب، قال: ترك الصلاة والدين.
وقال محمد بن عبد الله السبحي: كان ابن الجعابي المحدث قد صحب قوما من المتكلمين فسقط عند كثير من الحديث، وأمر قبل موته أن تحرق دفاتره بالنار، فأنكر عليه واستقبح ذلك منه، وقد كان وصل إلى مصر ودخل إلى الإخشيد، ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه، فخرج هاربا.
وقال أبو حفص بن شاهين: دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على الجعابي وهو مريض فقلت له: من أنا فقال: سبحان الله ألستم فلان وفلان، وسمانا فدعونا وخرجنا فمشينا خطوات، وسمعنا الصائح بموته،