تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٨٩
وسمعته يقول: جمعت لبشر بن المفضل ستمائة حديث، من شاء يزيد علي.
وقال الحاكم: كان أبو علي النيسابوري لا يسامح في المذاكرة، بل يواجه الرد في الملأ، فوقع بينه وبين عبدان لذلك، فسمعت أبا علي يقول: أتيت أبا بكر بن عبدان فقلت: الله الله، تحتال لي في حديث سهل بن عثمان العسكري، عن جنادة، عن عبيد الله بن عمر فقال: قد حلف الشيخ أن لا يحدث بهذا الحديث وأنت بالأهواز. فأصلحت أشيائي للخروج.
وودعت الشيخ، وشيعني أصحابنا، ثم اختبأت إلى يوم المجلس، ثم حضرت متنكرا لا يعرفني أحد. فأملى الحديث وأملى غير ذلك مما كان قد امتنع علي منها. ثم بلغه بعد أني كنت في المجلس، فتعجب.
وقال أبو حاتم بن حبان: أنبأ عبدان بعسكر مكرم وكان عسيرا نكدا.
وقال الرامهرمزي: كنا عند عبدان فقال: من دعي فلم يجب فقد عصى الله. بفتح الباء.
فقال له ابن سريج: إن رأيت أن تقول يجب.) فأبى، وعجب من صواب ابن سريج، كما عجب ابن سريج من خطئه.
وقال ابن عدي: عبدان كبير الاسم. قال لي: جاءني أبو بكر بن أبي غالب فذهب إلى شاذان الفارسي، فلم يلحقه، فعطف إلى ابن أبي عاصم بأصبهان، ثم جاءني فقال: فاتني شاذان، وذهبت إلى ابن أبي عاصم فلم أره مليا بحديث البصرة، وجئتك لأكتب حديثهم عنك، لأنك ملي بهم.
فأخرجت إليه حديثهم، وقاطعته كل يوم على مائة حديث.
قال ابن عدي: ثنا عبدان، ثنا محمد بن عمرو بن سلمة، ثنا ابن وهب، فذكر حديثا. كذا قال.
وإنما هو عمرو بن سواد. وكان عبدان يخطئ فيه، فيقول مرة كما ذكرنا، ومرة يقول: محمد بن عمرو، وإنما هو عمرو بن سواد.
(١٨٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 184 185 186 187 188 189 190 191 192 193 194 ... » »»