تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٥٣
مشايخ الري رأى في النوم كأن براءة نزلت من السماء فيها مكتوب: هذه براءة ليوسف بن الحسين مما قيل فيه. فسكتوا عنه بعد ذلك.
قال الخطيب: سمع منه: أبو بكر النجاد.
قلت: وهو صاحب حكاية الفأرة لما سأل ذا النون عن الاسم الأعظم.
وقد راسله الجنيد وأجابه هو، وطال عمره وشاع ذكره.
وعن أبي الحسن الدراج قال: لما ورد على الجنيد رسالة يوسف اشتقت إليه، فخرجت إلى الري، فلما دخلتها سألت عنه فقالوا: إيش تعمل بذاك الزنديق فلم أحضره.
فلما أردت السفر قلت: لا بد لي منه. فلما وقفت على بابه تغير علي حالي، فلما دخلت إذا هو يقرأ في مصحف فقال: لأيش جئت قلت: زائرا.
فقال: أرأيت لو ظهر لك هنا من يشتري لك دارا وجارية ويقوم بكفايتك، أكنت تنقطع بذلك عني قلت: يا سيدي، ما ابتلاني الله بذلك.
فقال: أقعد، فأنت عاقل تحسن تقول شيئا قلت: نعم.
قال: هات.
فأنشد البيتين المتقدمين، إلى آخر الحكاية.
وقال أبو بكر الرازي: قال يوسف بن الحسين: بالأدب يفهم العلم، وبالعلم يصح لك العمل، وبالعمل تنال الحكمة، وبالحكمة يفهم الزهد، وبالزهد تترك الدنيا، وبترك الدنيا يرغب في الآخرة، وبالرغبة في الآخرة ينال رضى الله تعالى.
(١٥٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 148 149 150 151 152 153 154 155 156 157 158 ... » »»