تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٣ - الصفحة ١٣٠
قال ابن خلكان: له مصنفات مليحة في المذهب، وله شعر سائر.
وهو القائل:
* لي حيلة فيمن ينم * وليس في الكذاب حيله * * من كان يخلق ما يقو * ل فيحلتي فيه قليله * وقال القضاعي: أصله من رأس عين. وكان فقيها متصرفا في كل علم، شاعرا مجودا، لم يكن في زمانه مثله. توفي سنة ثلاث.
وقال ابن يونس: كان فهما حاذقا، صنف مختصرات في اللغة في مذهب الشافعي. وكان شاعرا مجودا، خبيث اللسان بالهجو. يظهر في شعره التشيع. وكان جنديا قبل أن يعمى.
وذكر ابن زولاق في ترجمة القاضي أبي عبيد بن حربويه أنه كانت له قصة مع منصور بن إسماعيل الفقيه طالت وعظمت. وذلك أنه كان خاليا به، فجرى ذكر المطلقة ثلاثا الحامل، ووجوب نفقتها، فقال أبو عبيد: زعم زاعم أن لا نفقة لها. وأنكر منصور ذلك وقال: أقائل هذا من أهل القبلة.
ثم انصرف منصور، وحدث الطحاوي فأعاده على أبي عبيد، فأنكره أبو عبيد فقال منصور: أنا أكذبه.
قال لنا أبو بكر بن الحداد: حضر منصور، فتبينت في وجهه الندم على ذلك، فلولا عجلة القاضي بالكلام لما تكلم منصور، ولكن قال القاضي: ما أريد أحدا يدل علي، لا منصور ولا نصار، يحكون عنا ما لم نقل.
فقال منصور: قد علم الله أنك قلت.
فقال: كذبت.
فقال: قد علم الله من الكاذب. ونهض.
(١٣٠)
مفاتيح البحث: الكذب، التكذيب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 125 126 127 128 129 130 131 132 133 134 135 ... » »»