تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٦٧
كان من أعلم العراقيين بلطائف القوم. صحب السري السقطي، وغيره. وكان أبو القاسم الجنيد يعظمه ويحترمه.
وأصله خراساني بغوي. توفي أبو الحسين النوري سنة خمس أيضا. وقد قدم الشام وأخذ عن: أحمد بن أبي الحواري.
حكى ابن الأعرابي محنته وغيبته في أيام محنة غلام خليل، وأنه أقام بالكوفة مدة سنين متخليا عن الناس، ثم عاد إلى بغداد وقد فقد أناسه وجلاسه وأشكاله، فانقبض عن الكلام لضعف قوته، وضعف بصره.) قال أبو نعيم: سمعت عمر البنا بمكة لما كانت محنة غلام خليل ونسبوا الصوفية إلى الزندقة، أمر الخليفة بالقبض عليهم، فأخذ في جملتهم النوري إلى السياف ليضرب عنقه، فقيل له في ذلك، فقال: آثرت حياتهم على نفسي وهذه اللحظة. فتوقف السياف، فرد الخليفة أمرهم إلى قاضي القضاة إسماعيل بن إسحاق. فسأل إسماعيل القاضي أبا الحسين النوري عن مسائل في العبادات، فأجابه، ثم قال له: وبعد هذا فلله عباد يسمعون بالله، وينطقون بالله، ويأكلون بالله. فبكى القاضي، ودخل على الخليفة وقال: إن كان هؤلاء زنادقة فليس في الأرض موحد، فأطلقهم.
4 (حكاية نافعة)) قال أبو العباس بن عطاء: سمعت أبا الحسين النوري يقول: كان في نفسي من هذه الآيات، فأخذت من الصبيان قصبة، ثم قمت بين زورقين وقلت:
(٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 ... » »»