تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٣٨
البوشنجي يقول: ربما تكلمت العلماء بالكلمة على المعارضة، وعلى سبيل تفقدهم علوم حاضريهم، ومقدار أفهامهم، تأديبا لهم، وامتحانا لأوهامهم. هذا عبد الرحمن وهو أحد علماء الشام، وله كتب في العلم قال: رأيت على المقسلاط، وهو موضع بدمشق، وهو سوق الرقيق، قال: رأيت عليه صنما، وهو عامود طويل، إذا عطش نزل فشرب، يريد أنه لا يعطش. ولو عطش نزل، يريد أنه لا ينزل. فهو ينفي عنه النزول والعطش.
وقال أبو زكريا العنبري: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: محمد بن إسحاق بن سيار عندنا ثقة.
قال الحاكم: كان والد أبي زكريا قد تكفل بأسباب أبي عبد الله البوشنجي، فسمع منه أبو زكريا الكثير وقال: قال لي مرة: أحسنت. ثم التفت إلى أبي فقال: قد قلت لابنك أحسنت، ولو قلت هذا لأبي عبيد لفرح.
وقال الحسن بن يعقوب: كان مقام أبي عبد الله بنيسابور على الليثية، فلما انقضت أيامهم خرج إلى بخارى،) إلى حضرة إسماعيل الأمير، فالتمس منه بعد أن أقام عنده برهة أن يكتب أرزاقه بنيسابور.
وقال الحاكم: سمعت الحسين بن الحسن الطوسي: سمعت أبا عبد الله البوشنجي يقول: أخذت من الليثية سبعمائة ألف درهم.
وقال دعلج: سمعت أبا عبد الله يقول، وأشار إلى أبي بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فقال: محمد بن إسحاق كيس، ولا أقول هذا لأبي ثور.
وقال محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ: روى البخاري، عن أبي عبد الله البوشنجي حديثا في الصحيح.
قلت: في الصحيح للبخاري: ثنا محمد، نا النفيلي، فإن لم يكن البوشنجي وإلا فهو محمد بن يحيى، والأغلب أنه البوشنجي في تفسير سورة البقرة. فإن الحديث بعينه رواه الحاكم عن أبي بكر بن أبي نصر: نا
(٢٣٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 233 234 235 236 237 238 239 240 241 242 243 ... » »»