تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٢ - الصفحة ٢٠١
حمل عن أبيه العلم، وسمع منه الموطأ، ورحل للحج والتجارة بعد موت والده.
وسمع بمصر من: محمد بن عبد الرحيم بن البرقي شيئا يسيرا.
وببغداد من: أبي هشام الرفاعي. وطال عمره، تنافس أهل الأندلس في الأخذ عنه. وكان جليلا نبيلا كبير الشأن.
ذكره ابن الفرض في تاريخه فقال: روى عن أبيه علمه، ولم يسمع بالأندلس من غيره. وكان رجلا كريما عاقلا، عظيم الجاه والمال، مقدما في الشورى، منفردا برئاسة البلد، غير مدافع.
روى عنه: أحمد بن خالد، ومحمد بن أعين، وأحمد بن مطرف، وأحمد بن سعيد بن حزم الصدفي لا الأموي، وابن أخيه يحيى بن عبد الله بن يحيى، وكان آخر من حدث عنه شيخنا أبو عيسى يحيى بن عبد الله، يعني ابن أخيه.) توفي في عاشر رمضان سنة ثمان وتسعين ومائتين، وصلى عليه ابنه يحيى. وكانت جنازته مشهودة.
قال ابن بشكوال في غير الصلة: كان مولى سمحا جوادا، كثير الصداقة والإحسان، كامل المروءة، رأى مرة شيخنا ضعيفا، فأعطاه مائة دينار. ولقد قيل إنه شوهد يوم موته البواكي عليه من كل ضرب، حتى اليهود والنصارى. وما شوهد قط مثل جنازته، ولا سمع أحد حكى أنه شهد بالأندلس مثلها، رحمه الله.
4 (عبيد الله بن محمد بن عبد الله بن عبد الرحيم. أبو القاسم بن البرقي المصري.))
(٢٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 196 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 ... » »»