وقيل: إنه كان في سوقه. وكان ورده كل يوم ثلاثمائة ركعة، وكذا ألف تسبيحة.
وقال أبو نعيم: نا علي بن هارون ومحمد بن أحمد بن يعقوب قالا: سمعنا الجنيد غير مرة يقول: علمنا مضبوط بالكتاب والسنة، من لم يحفظ الكتاب، ويكتب الحديث، ولم يتفقه، لا يقتدى به.
وقال عبد الواحد بن علوان الرحبي: سمعته يقول: علمنا هذا يعني التصوف مشبك بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وعن ابن سريج أنه تكلم يوما، فأعجب به بعض الحاضرين، فقال ابن سريج: هذا بركة مجالستي لأبي القاسم الجنيد.
وعن أبي القاسم الكعبي أنه قال يوما: رأيت لكم شيخا ببغداد يقال له الجنيد، ما رأت عيناي مثله كان الكتبة يحضرون لألفاظه، والفلاسفة يحضرونه لدقة معانيه، والمتكلمون يحضرون لتمام علمه، وكلامه باين عن فهمهم وكلامهم وعلمهم.
وقال الخلدي: لم ير في شيوخنا من اجتمع له علم وحال غير الجنيد، كانت له حال خطيرة وعلم غزير. فإذا رأيت حاله وحجته على علمه، وإذا رأيت علمه وحجته على حاله.
وقال أبو سهل الصعلوكي: سمعت أبا محمد المرتعش يقول: قال الجنيد: كنت بين يدي السري السقطي ألعب وأنا ابن سبع سنين، وبين يديه جماعة