تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ٣٢٦
له: إنه قعد في بيته لديون ركبته، فاغتم البحتري، وبعث بالمدحة إليه مع غلام. فلما وقف عليها طاهر بكى، ودعا بغلام له فقال: بع داري.
فقال: أتبيعها وتبقى على رؤوس الناس قال: لابد من بيعها.
فباعها بثلاثمائة دينار، فبعث إلى البحتري بمائة دينار، وهذه الأبيات:
* لو يكو الحباء حسب الذي أن * ت لدينا به محل وأهل * * لحبيت اللجين والدر واليا * قوت حبيا، وكان ذلك يقل * * والأديب الأريب يسمع بالعذ * ر إذا قصر الصديق المقل * فلما وصل إلى البحتري رد الذهب، وكتب إليه:
* بأبي أنت للبر أهل * والمساعي بعد وسعيك قبل * * والنوال القليل يكثر إن شا * ء مرجيك والكثير يقل * * غير أني رددت برك إذا كا * ن ربا منك، والربا لا يحل * * وإذا ما جزيت شعرا بشعر * قضي الحق، والدنانير فضل * قال: فحل طاهر الصرة وزادها خمسين دينارا، وحلف أنه لا يردها عليه.
فلما وصت إلى البحتري أنشأ يقول:
* شكرتك إن الشكر للبعد نعمة * ومن يشكر المعروف فالله زائده * * لكل زمان واحد يقتدى به * وهذا زمان أنت لا شك واحده * وقيل: إن أبا العلاء المعري سئل: أي الثلاثة أشعر: أبو تمام، أم البحتري، أم المتنبي فقال: حكيمان، والشاعر البحتري.) جمع الصولي شعر البحتري ودونه على ترتيب الحروف. ودونه علي بن حمزة على الأنواع.
وقد جمع البحتري كتاب الحماسة كما فعل أبو تمام، وله كتاب معاني الشعر.
(٣٢٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 321 322 323 324 325 326 327 328 329 330 331 ... » »»