تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢١ - الصفحة ١٨٧
الإمام العارف أبو محمد شيخ الصوفية.
روى عن: خاله محمد بن سوار.
وصحبة ذي النون المصري قليلا. لقيه في الحج.
وعنه: عمر بن واصل، وأبو محمد الحريري، وعباس بن عصام، ومحمد بن المنذر الهجيمي، وجماعة.
وكان من أعيان الشيوخ في زمانه، يعد مع الجنيد. وله كلام نافع في التصوف والسنة وغير ذلك. فنقل أبو القاسم التميمي في الترغيب والترهيب من طريق أبي زرعة الطبري: سمعت ابن درستويه صاحب سهل بن عبد الله يقول: قال سهل، ورأى أصحاب الحديث فقال: اجتهدوا أن لا تلاقوا الله إلا ومعكم المحابر.
وفي ذم الكلام، بإسناد، عن سهل وقيل له: إلى متى يكتب الرجل الحديث قال: حتى يموت، ويصب باقي حبره على قبره.
قرأت على ابن الخلال، أنا ابن اللتي، أنا أبو الوقت، أنا شيخ الإسلام عبد الرحمن بنيسابور: سمعت الحسين الدقيقي يقول سمعت سهل بن عبد الله يقول: من أراد الدنيا والآخرة فليكتب الحديث. فإن فيه منفعة الدنيا والآخرة.
قلت: هكذا كان مشايخ الصوفية في حرصهم على الحديث والسنة، لا كمشايخ عصرنا الجهلة البطلة الأكلة الكسلة.
وبلغنا أنه أتى إلى أبي داود السجستاني مصنف السنن، فقال: أريد أن تخرج لي لسانك هذا الذي حدثت به أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أقبله.) فأخرجه له فقبله.
(١٨٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 192 ... » »»