تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٧٢
الأمير ألا تتركني كنت أقضي حقك وأقوم.
ثم فسد الحال بينهما حتى حبسه، وفعل به ما فعل.
وقيل إنه صنف كتابا نقض فيه على الشافعي رده على أبي حنيفة. وكان يأنس بيونس بن عبد الأعلى، ويسأله عن أهل مصر وعدولهم.
ولما حبسه ابن طولون لم يمكنه أن يعزله، لأن القضاء لم يكن أمره إليه.
وقيل إن بكارا كان يشاور في حكمه وأمره يونس بن عبد الأعلى، والرجل الصالح موسى بن عبد الرحمن بن القاسم، فبلغنا أن موسى سأله بكار: من أين المعيشة قال: من وقف لأبي أتكفى به.
وقال: أريد أن أسألك يا أبا بكرة هل ركبك دين البصرة قال: لا.
قال: فهل ما نكحت لك ولد أو زوجة قال: ما نكحت قط، وما عندي سوى غلامي.
قال: فأكرهك السلطان على القضاء قال: لا.) قال: فضربت آباط الإبل لغير حاجة إلا لتلي الذمة والفروج لله علي لا عدت إليك.
فقال بكار: أقلني يا أبا هارون.
قال: أنت ابتدأت بمسألتي.
ثم انصرف عنه ولم يعد إليه.
وقال الحسن بن زولاق في ترجمة بكار: لما اعتل ابن طولون راسل بكارا وقال: أنا أردك إلى منزلك، فأجبني.
فقال للرسول: قل له شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب، والقاضي الله. فأبلغ الرسول ابن طولون، فأطرق ثم أقبل يقول: شيخ فان وعليل مدنف والملتقى قريب، والله القاضي. ثم أمر بنقله من السجن إلى دار اكتريت له،
(٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 67 68 69 70 71 72 73 74 75 76 77 ... » »»