تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ٤٨
عبيد الله بن يحيى أن يكتب بنا بأرزاقنا إلى الثغر ونقيم به في ثوابه.
ففعلنا ذلك، فلما صرنا بطرسوس سر بما رأى من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ثم عاد إلى العراق وارتفع محله.
قال محمد بن يوسف الهروي، نزل دمشق: كنا عند الربيع بن سليمان سنة ثمان وستين، إنجاء رسول أحمد بن طولون بكيس فيه ألف دينار، وقال لي عبد الله القيرواني: بل كان سبعمائة دينار، وصرة فيها ثلاثمائة دينار، لابنه أبي الطاهر. فدعى الربيع ابنه حتى حاءه فأمره بقبض المال.
ذكر محمد بن عبد الملك الهمداني أن أحمد بن طولون جلس يأكل، فرأى سائلا، فأمر له بدجاجة ورغيف وحلوى. فجاء الغلام وقال: ناولته فما هش له. فقال: علي به. فلما مثل بين يديه لم يضطرب من الهيبة، فقال: أحضر الكتب التي معك وأصدقني، فقد ثبت عندي أنك صاحب خبز. وأحضر السياط فاعترف فقال بعض من حضر: هذا والله الحر.
قال: ما هو بسحر، ولكنه قياس صحيح. ورأيت سوء حاله، فسيرت له طعاما يسر له الشبعان، فما هش، فأحضرته فتلاني بقوة جأش، فعلمت أنه صاحب خبر.
قال أبو الحسن الرازي، سمعت أحمد بن حميد بن أبي العجائز وغيره من شيوخ دمشق قالوا: لما دخل أحمد بن طولون دمشق وقع فيها حريق عند كنيسة مريم، فركب إليه أحمد ومعه أبو زرعة البصري، وأبو عبد الله محمد بن أحمد الواسطي كتابه، فقال ابن طولون لأبي زرعة: ما يسمى هذا الموضع فقال: كنيسة مريم.
فقال أبو عبد الله: وكان لمريم كنيسة قال: ما هي من بناء مريم، إنما بنوها على اسمها.
فقال ابن طولون: مالك والاعتراض على الشيخ.
ثم أمر بسبعين ألف دينار من ماله، وأن يعطي كل من أحترق له شيء، ويقبل قوله ولا) يستحلف. فأعطوا وفضل من المال أربعة عشر ألف دينار.
ثم أمر ابن طولون بمال عظيم ففرق في فقراء أهل دمشق والغوطة. وأقل
(٤٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 ... » »»