تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ٢٠ - الصفحة ١٧٠
فجاء الحميدي، وكان مصر، فقال الشافعي، ليس أحد أحق بمجلسي من البويطي، وليس أحد من أصحابي أعلم منه.
فقال الحميدي: كذبت أنت وأبوك وأمك.
وغضب ابن عبد احكم فترك مجلس الشافعي، فحدثني ابن عبد الحكم قال: كان الحميدي معي في الدار نحوا من سنة وأعطاني كتاب ابن عيينة، ثم أبوا إلى أن يوقعوا بيننا ما وقع.
روى هذا كله الحاكم عن حسينك التميمي، عن ابن خزيمة.
وعن المزني قال: نظر الشافعي إلى محمد بن عبد اله بن عبد الحكم وقد ركب دابته فاتبعه بصره وقال: وددت أن لي ولدا مثله وعلي ألف دينار لا أجد قضاءها.
وقال أبو الشيخ: ثنا عمرو بن عثمان المكي قال: رأيت محمد بن عبد الله ن عبد الحكم يصلي الضحى، فكان كلما صلى ركتعين سجد سجدتين، فسأله من يأنس به فقال: أسجد شكرا لله على ما أنعم به علي من صلاة الركعتين.
وقال ابن أبي حاتم: صدوق، ثقة، أحد فقهاء مصر من أصحاب مالك. وقال أبو إسحاق الشيرازي: قد حمل محمد في محنة القرآن إلى أبن أبي دؤاد، ولم يجب إلى ما طلب منه، ورد إلى مصر، وانتهت إله الرئاسة بمصر، عني في العلم.
وقال غيره: إنه ضر فهرب واختفى، وقد نالته محنة أخرى صعبة مرت في ترجمة أخيه الشهيد سنة سبع وثلاثين.
(١٧٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»