تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٦٨
وقال الحسن بن منبه: سمعت أبا زرعة قال: أخرج إلي أبو عبد الله أجزاء كلها: سفيان، ليس على حديث منها: ثنا فلان. فظننتها عن رجل واحد، فانتخبت منها. فلما قرأ علي جعل يقول: ثنا وكيع، ويحيى، وثنا فلان.
فعجبت من ذلك، وجهدت أن أقدر على شيء من هذا، فلم أقدر.
قال المروذي: سمعت أبا عبد الله يقول: كنت أذاكر وكيعا بحديث الثوري، وكان إذا صلى العشاء الآخرة خرج من المسجد إلى منزله. فكنت أذاكره، فربما ذكر تسعة عشرة أحاديث، فأحفظها. فإذا دخل قال لي أصحاب الحديث: إمل علينا. فأملها عليهم.) وقال الخلال: ثنا أبو إسماعيل الترمذي: سمعت قتيبة بن سعيد يقول: كان وكيع إذا كانت العتمة ينصرف معه أحمد بن حنبل، فيقف على الباب فيذاكره. فأخذ وكيع ليلة بعضادتي الباب ثم قال: يا أبا عبد الله، أريد أن ألقي عليك حديث سفيان.
قال: هات.
قال: تحفظ عن سفيان، عن سلمة بن كهيل كذا قال: نعم. ثنا يحيى.
فيقول: سلمة كذا وكذا، فيقول: ثنا عبد الرحمن. فيقول: وعن سلمة كذا كذا. فيقول: أنت حدثتنا. حتى يفرغ من سلمة، فيقول أحمد: فتحفظ عن سلمة كذا وكذا فيقول وكيع: لا. ثم يأخذ في حديث شيخ، شيخ.
فلم يزل قائما حتى جاءت الجارية فقالت: قد طلع الكوكب. أو قالت الزهرة. وقال عبد الله: قال لي أبي: خذ أي كتاب شئت من كتب وكيع. فإن شئت أن تسألني عن الكلام حتى أخبرك بالإسناد، وإن شئت بالإسناد، حتى أخبرك عن الكلام.
وقال الخلال: سمعت أبا القاسم بن الختلي وكفاك به يقول: أكثر الناس يظنون أن أحمد إذا سئل كان علم الدنيا بين عينيه.
وقال إبراهيم الحربي: رأيت أحمد كأن الله جمع له علم الأولين والآخرين.
(٦٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 ... » »»