تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٣٩٠
والسؤدد. وكان المتوكل لا يكاد يصبر عنه استوزره وقدمه وأمره على الشام، وأذن له أن يستنيب عنه بها.
وللفتح أخبار في الجود والأدب والمكارم والطرافة. وكان معادلا للمتوكل على جمازة لما قدم دمشق.
حكى عنه: المبرد، وأحمد بن يزيد المؤدب، وغيرهما.
قال أبو العيناء: دخل المعتصم يوما على خاقان يعوده، فرأى ابنه الفتح صبيا لم يثغر، فمازحه، ثم قال: أيما أحسن، دارنا أم داركم فقال الفتح: دارنا أحسن إذا كنت فيها.
فقال المعتصم: والله لا أبرح حتى أنثر عليه مائة ألف درهم.
وقال الصولي: ثنا أبو العيناء قال: قال الفتح بن خاقان: غضب علي المعتصم ثم رضي عني فقال: إرفع حوائجك لتقضى.
فقلت: يا أمير المؤمنين ليس شيء من عوض الدنيا وإن جل يفي برضى أمير المؤمنين وإن قل. فأمر فحشي فمي) درا.
ومن شعره قرله:
* بني الحب على الجور فلو * أنصف المعشوق فيه لسمج * * ليس يستحسن وفي وصف الهوى عاش * ق يحسن تأليف الحجج * وقال البحتري: قال لي المتوكل: قل في شعرا وفي الفتح، فإني أحب أن يجيء معي ولا أفقده، فيذهب عيشي ولا يفقدني. فقل في هذا المعنى. فقلت
(٣٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 385 386 387 388 389 390 391 392 393 394 395 ... » »»