تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٨ - الصفحة ٣٥
بالخروج إلى بلاد المسلمين فلحقه. وعلم جبغويه فبعث في طلبه خمسين فارسا من خيار جيشه، فلحقوا أحمد. فوقف تحت تل مختفيا حتى مروا كلهم، ثم خرج، فجعل يضرب بالعامود واحدا بعد واحد، ولا يشعر من كان بالمقدمة حتى قتل تسعة وأربعين نفسا، وأخذ واحدا منهم فقطع أنفه وأذنيه وأطلقه.
فذهب إلى جبغويه فأخبره، فلما كان بعد عامين وتوفي أحمد ذهب إبراهيم بن شماس في الفداء، فقال له جبغويه: من كان ذاك الذي قتل فرساننا قال: ذاك أحمد السرماري.
قال: لم تحمله معك قلت: إنه توفي.
فصك وجهه وصك في وجهي وقال: لو أعلمتني أنه هو لكنت أصرفه من عندي مع خمسمائة برذون وعشرة آلاف غنم.
وبه إلى غنجار: ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد المقرئ: سمعت بكر بن منير يقول: رأيت أحمد السرماري، وكان ضخما، أبيض الرأس واللحية.
ومات بقريته سرماري، فبلغ كراء الدابة من المدينة إليها عشرة دراهم.
وخلف ديونا كثيرة، فكان غرماؤه ربما يشترون من ماله حزمة القصب من خمسين درهما إلى مائة درهم حبا له.
فما رجعوا حتى قضوا ديونه.
وبه: سمعت أبا نصر أحمد بن أبي حامد الباهلي: سمعت أبا موسى عمران بن محمد المطوعي: سمعت أبي يقول: كان عامود السرماري ثمانية عشر منا. فلما شاخ جعله اثني عشر منا. وكان يقاتل بالعامود.
وبه: سمعت محمد بن خالد، وأحمد بن محمد قالا: سمعنا عبد الرحمن بن محمد بن جرير: سمعت عبيد بن واصل: سمعت السرماري يقول، وأخرج سيفه فقال: اعلم يقينا أني قتلت به ألفي تركي، وإن عشت قتلت به ألفا أخرى. ولولا) أني أخاف أن تكون بدعة لأمرت أن يدفن معي.
ذكر محمود بن سهل الكاتب، وذكر السرماري، فقال: كانوا في بعض الحروب وقد حاصروا مكانا ورئيس العدو قاعد على صفة، فأخرج السرماري
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»