أنظر يوما تصير فيه أي يوم هو حتى أعرفه.
فقال: ذاك إليكم.
فقال: يوم الأربعاء يوم خال.
وخرج يعقوب، فلما كان من الغد جاء يعقوب فقال: البشرى يا أبا عبد الله، أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام ويقول: قد أعفيتك عن لبس السواد والركوب إلى ولاة العهود وإلى الدار. فإن شئت فالبس القطن، وإن شئت فالبس الصوف.
فجعل يحمد الله على ذلك.
ثم قال يعقوب: إن لي ابنا وأنا به معجب، وإن له من قلبي موقعا، فأحب أن تحدثه بأحاديث.) فسكت، فلما خرج قال: أتراه لا يرى ما أنا فيه وكان يختم من جمعة إلى جمعة. فإذا ختم دعا فيدعو ونؤمن، فلما كان غداة الجمعة وجه إلي وإلى أخي، فلما ختم جعل يدعو ونحن نؤمن، فلما فرغ جعل يقول: استخير الله مرات. فجعلت أقول ما يريد. ثم قال: إني أعطي الله عهدا، إن عهده كان مسؤولا. وقال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود إني لا أحدث حديث تمام أبدا حتى ألقى الله، ولا أستثني منكم أحدا.
فخرجنا وجاء علي بن الجهم، فأخبرناه فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.
وأخبر المتوكل بذلك وقال: إنما يريدون أن أحدث ويكون هذا البلد حبسي. وإنما كان سبب الذين أقاموا بهذا البلد لما أعطوا فقبلوا وأمروا فحدثوا.
وجعل أبي يقول: والله لقد تمنيت الموت في الأمر الذي كان، وإني