يقول: كنا في قرية بمصر ولم يكن معنا شيء ولا ثم شيئا نشتر به فلما أصبحنا إذا نحن بزنبيل مليء سمك مشوي وليس عنده أحد فسألوني عنه فقلت اقتسموه فكلوه قال يحيى: أظن أنه رزق رزقهم الله وسمعت يحيى مرارا يقول القرآن كلام الله وليس) بمخلوق، والإيمان قو ل وعمل يزيد وينقص. كنت إذا دخلت بيتي في بالليل قرأت آية الكرسي على داري وعيالي خمس مرات، فبينما أنا اقرأ، إذا شيء يكلمني: كم تقرأ هذا، كأن انسان يحسن يقرأ غيرك. فقلت: فأرى هذا يسوءك، والله لأزيدنك. فصرت أقرأها في الليلة خمسين ستين مرة. قال عباس الدوري: قيل ليحيى بن معين: ما تقول في الرجل يقوم للرجل حديثه، يعني ينزع منه اللحن فقال: لا بأس به. وقال عباس: سمعت يحيى يقول: لو لأم أكتب الحديث من ثلاثين وجها ماعقلناه. وقال مجاهد بن موسى: سمعت ابن معين يقول: كتبنا عن الكذابين وسجرنا به التنور، وأخرجنا خبزا نضيجا. قال إبراهيم بن عبد الجنيد: سمعت يحيى بن معين يقول: ما الدنيا إلا كحلم. والله ما ضر رجلا اتقى الله على ما أصبح وأمسى. لقد حججت وأنا ابن أربع وعشرين سنة، خرجت راجلا من بغداد إلى مكة، هذا منذ خمسين سنة كأنما كان أمس.
(٤٠٨)