الرشيد ثم اعتقه. قاله أبو الفرج الأصبهاني. قال محمد بن خلف وكيع: حدثني هارون بن مخارق قال: كان أبي إذا غنى هذا الصوت بكى: يا ربع سلمى لقد هيجت لي طربا. ويقول: غنيته للرشيد فأعتقني، وقال: أعده. فلما أعدته قال: سل حاجتك. قلت: ضيعة يقيمني عليها. قال: قد أمرت لك، فأعده فأعدته فقال حاجتك قلت: تأمر لي بمتنزل وفرش وخادم قال: ذلك لك أعد الاصوت فأعدته، فبكى وقال: سل حاجتك فقبلت الأرض، وقلت: أن يطيل الله عمرك، ويجعلني من كل سوء فداك. روى عبد الله بن أبي سعد، عن محمد بن محمد قال: كان والله مخارق ممن لو تنفس لأطرب من يسمعه بنفسه. وذكر صاحب الأغاني قال: قال محمد بن الحسن الكاتب: حدثني محمد بن أحمد بن يحيى المكي، عن أبيه قال: خرج مخارق مع بعض إخوانه متنزها، فنظر إلى قوس فسأله إياها، فبخل بها، وسنحت ظباء بالقرب منه، فقال لصاحب القوس: أرأيت إن تغنيت صوتا فعطفت به خدود هذه الظباء، أتدفع لي القوس قال: نعم. فاندفع يغني بأبيات، فتعطفت الظباء راجعة إليه، حتى وقفت بالقرب منه
(٣٥٨)