تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١٢٦
أبو تمام الطائي الحوراني الجاسمي الأديب، حامل لواء الشعر في وقته.
وكان أبوه أوس نصرانيا، فاسلم هو ومدح الخلفاء والأمراء، وسار شعره في الدنيا، وتنافس الأدباء في تحصيل ديوانه. وهو الذي جمع الحماسة. وكان أسمر طوالا فصيحا حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة. ولد سنة تسعين ومائة أو قبلها قال الخطيب أبو بكر: كان في أيام حداثته يسقي الماء بمصر في الجامع. ثم جالس الأدباء وأخذ عنهم. وكان فطنا فهما يحب الشعر، فلم يزل حتى قاله، فأجاد وشاع ذكره. وبلغ المعتصم خبره فطلبه، فعمل له قصائد فأجازه، وقدمه على شعراء وقته. وجالس ببغداد الأدباء، وكان موصوفا بالظرف وحسن الأخلاق، والكرم. قال المسعودي: وكان ماجنا خليعا، ربما تهاون بالفرائض، مع صحة اعتقاده. وروى محمد بن محمود الخزاعي، عن علي بن الجهم قال: كان الشعراء يجتمعون كل جمعة بالجامع ببغداد ويتناشدون. فبينا نحن يوم جمعة أنا ودعبل، وأبو الشيص، وابن أبي فنن، والناس يستمعون قولنا، إذ أبصرت شابا في أخريات الناس بزي الأعراب. فلما سكتنا قال: قد سمعت إنشادكم منذ اليوم،
(١٢٦)
مفاتيح البحث: علي بن الجهم (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 121 122 123 124 125 126 127 128 129 130 131 ... » »»