تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٧ - الصفحة ١١٩
قال: وروى عنه: عبد الله بن سهل الرازي، وأحمد بن خضرويه البلخي الزاهد، ومحمد بن فارس البلخي. ثم قال: توفي سنة سبع وثلاثين ومائتين. وكذا ورخه أبو القاسم عبد الرحمن بن مندة. قال أبو عبد الله الخواص: دخلت مع أبي عبد الرحمن حاتم الأصم الري ومعنا ثلاثمائة وعشرون رجلا نريد الحج، وعليهم الصوف والزرنبانقات، ليس معهم جراب ولا طعام. قال عبد الله بن محمد بن زكريا الإصبهاني: نا أبو تراب النخشبي قال: الرياء على ثلاث أوجه: وجه في الباطن، ووجهان في الظاهر: فأما الظاهر فالاسراف والفساد، فإذا رأيتهما فاحكم بأن هذا رياء، إذا لا يجوز في الدين الاسراف والفساد، وإذا رأيت الرجل يصوم ويتصدق، فإنه لا يجوز أن تحكم عليه بالرياء، فإنه لا يعلم هذا إلا الله. ولا أدري أيهما أشد على الناس أنفا العجب أو الرياء، والعجب داخل فيك، والرياء خارج عليك، مثل كلب عقور في البيت، وآخر خارج البيت، فأيهما أشد عليك قال أبو تراب: سمعت حاتما الأصم يقول: لي أربع نسوة، وتسعة أولاد، ما طمع الشيطان أن يوسوس لي في شيء من أرزاقهم. وسمعته يقول: المؤمن لا يغيب عن خمسة أشياء: عن الله، والقضاء، والرزق، والموت، والشيطان.
وقال محمد بن أبي عمران: نا حاتم الأصم، وكان من جلة أصحاب شقيق البلخي، وسئل: على ما بنيت أمرك قال: علمت أن رزقي لا يأكله غيري، فاطمأنت به نفسي، وعلمت أن عملي لا) يعمله غيري فأنا مشغول به. وعلمت
(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»