قلت: الكتاب منها جزء صغير، وجزء كبير، ونحو ذلك.
الفسوي: سمعت الحميدي يقول: خرجت يوم القدر والوليد في مسجد منى وعليه زحام كثير.
وجئت في آخر الناس فوقفت بالبعد، وعلي بن المديني بجنبه، فجعلوا يسألونه ويحدثهم ولا أفهم. فجمعت جماعة من المكيين وقلت لهم: جلبوا وأفسدوا على من بالقرب منه. فجعلوا يصيحون ويقولون: لا نسمع.
وجعل ابن المديني يقول: اسكتوا نسمعكم. فاعترضت وصحت، ولم أكن بعد حلقت، فنظر ابن المديني إلي ولم يثبتني وقال: لو كان فيك خير لم يكن شعرك على ما رأى.
قال: فتفرقوا ولم يحدثهم بشيء.
قلت: وكان الوليد مع حفظه وثقته قبيح التدليس. يحمل عن أناس كذابين وتلفى عن ابن جريج، وغيره، ثم يسقط الذي سمع منه ويقول: عن ابن جريج. قال أبو مسهر: كان الوليد يأخذ من ابن أبي السفر حديث الأوزاعي، وكان ابن أبي السفر كذابا، وهو يقول فيها: قال الأوزاعي.
قال صالح جزرة. سمعت الهيثم بن خارجة يقول: قلت للوليد: قد أفسدت حديث الأوزاعي.
قال: وكيف قلت: تروي عن الأوزاعي، عن نافع، وعن الأوزاعي، عن الزهري، وعنه، عن يحيى. وغيرك يدخل بين الأوزاعي، ونافع، عبد الله بن عامر الأسلمي، وبينه وبين الزهري مرة وغيره. فما يحملك على هذا.
قال: أنبل الأوزاعي أن يروي عن مثل هؤلاء.
قلت: فإذا روى الأوزاعي عن هؤلاء الضعفاء مناكير، فاسقطتهم أنت وصيرتها من رواية الأوزاعي عن الثقات ضعفت الأوزاعي فلم يلتفت إلى قولي.
قال أحمد بن حنبل: ما رأيت في الشاميين أعقل من الوليد.