تاريخ الإسلام - الذهبي - ج ١٣ - الصفحة ٤٢٧
دخل عليه مرة ابن السماك الواعظ، فبالغ في احترامه، فقال له ابن السماك: تواضعك في شرفك أشرف من شرفك. ثم وعظه فأبكاه.
وقد وعظه الفضيل بن عياض حتى جعل يشهق بالبكاء. وكان هو أتى بنفسه إلى بيت الفضيل.) ومن محاسنه أنه لما بلغه موت ابن المبارك جلس للعزاء، وأمر الأعيان أن يعزوه في ابن المبارك.
قال نفطويه في تاريخه: حكى بعض أصحاب الرشيد أن الرشيد كان يصلي في اليوم مائة ركعة، لم يتركها إلا لعلة. وكان يقتفي آثار جده أبي جعفر، إلا في الحرص والبخل.
قال أبو معاوية الضرير: ما ذكرت النبي صلى الله عليه وسلم بين يدي الرشيد إلا قال: صلى الله على سيدي. وحدثته بحديثه صلى الله عليه وسلم: وددت أني أقاتل في سبيل الله فأقتل ثم أحيى ثم أقتل، فبكى حتى انتحب.
وعن خرزاذ القائد قال: كنت عند الرشيد، فدخل أبو معاوية الضرير، وعنده رجل من وجوه قريش، فذكر أبو معاوية حديث: احتج آدم وموسى، فقال القرشي: فأين لقيه فغضب الرشيد وقال: النطع والسيف،
(٤٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 421 422 423 425 426 427 428 429 430 431 432 ... » »»